حكى أنه كان في ايرلاندا رجل ملحد وهذا الرجل كان لديه صديق كاهن في إحدى رعايا ايرلندا وهو ورع ومثقف وقارىء وعليم وحكيم ....
كان كلما اجتمع هذا الكاهن مع صديقه الملحد يبدأ به وعظ وهداية وكلام عن الرب يسوع ويأتي له بالآيات من الكتاب ويفسر ويشرح ويطول الكلام ويطول حتى ينتهي وقت الزيارة ولا هداية ولا من كلام يؤثر بصديقه .....لا نفع مع هذا الصديق كل ما يقال له من كلام .
وجاء يوم أن أعلنت الإذاعات ومحطة التلفزة في ايرلندة أن الماذر تريزا ستأتي لزيار البلاد وحددوا مواعيد الزيارة والأماكن ....فذهب ذلك الصديق الملحد إلى لقاء الماذر تريزا أسوة بخمسة عشر ألف إنسان كان في ذلك اللقاء ...فتكلمت الماذر تريزا لمدة لا تزيد عن ربع ساعة ....
عاد هذا الصديق إلى كاهنه المحبب وقال له :أتعلم أنني اليوم عرفت الرب يسوع وآمنت به
فقال له صديقه منزعجاً :بقيت اعظ بك وأعلمك عن المسيح طول العمر ولكنك لم تكن لتسمع مني وبعد لقاء الماذر تريزا والتي تكلمت أقل من ربع ساعة تحولت وأصبحت مسيحياً حقاً
فقال الصديق : كل ما كنت تقوله له لم يكن ليلمس قلبي وجرحي ...ولكن هذه الأم لمست روحي وقلبي بلكماتها القليلة فعاينت الجرح الذي في داخلي ولمسته بكل حنان وشعرت بألم حياتي ...وهنا ايقنت بأن هذا الرب الذي يرافقها هو طبيبي الشافي لجراحي
تأثرت كثيراً بهذه القصة وأدمعت عيني عند سماعها ...
وهنا السؤال يا أصدقائي لكم جميعاً وخصوصاً من يتكلم كثيراً عن الرب يسوع :
في زمننا هذا هل نحتاج إلى الكلمة كي نوصل الرب إلى الناس ؟ هل الكلام الكثير والمنمق والمدروس والموثق هو ما نحتاجه ؟
أم ما نحتاجه هو أن نعيش الحب في المجتمع لننقل عدوى هذا الحب إلى كل الناس وبهذا يعرف الجميع أننا أبناء الحياة أخوة المسيح وهكذا نحقق وصية المسيح الكبرى المحبة .
عندما أتذكر شيئاً عن حياة الأم تريزا أشعر بضعفي وكم أنني صغير عند هذه القديسة التي عاشت المسيح ولم تتحدث عنه إلا القليل وأثرت بملايين الناس وأهدت الكثيرين منهم إلى المسيحية ...
هكذا يا أخوتي باختصار شديد هو المسيحي الحق ....
والحديث يطول لو أردتم...