كان جاك من المتفوقين في دراسته، فطالما صرف الليالي في الدرس والسهر، وكان يحظىبإفتخار الجميع من أهله واصحابه.
والان، وبعد أن أنهى دروسه الجامعية، وفي يومالتخرج الجامعي له بالذات، فوجئ بشيء لم يكن له اي حسبان جعله يطير من الفرح.
فقدقدم له أخوه الكبير، سيارة جديدة مكافأة له .
أخذ جاك تلك السيارة، وهو يشعر بالعجز عن التعبير بالشكر لما قدمه له اخوه... لانهلا شك، بإنه دفع ثمنها غاليا، فكان كل يوم يحرص على أن تبقى نظيفة وبراقة... فكانغالبا ما يصطحب رفقائه، فخورا بتلك السيارة الشهباء وهي تلمع تحت اشعة الشمس..
وذات يوم، مر ولد فقير من أمام بيت جاك، وأخذ يتأمل بتلك السيارة الجديدة، وهو يدورحولها ويتمتم...
التفت اليه جاك وناداه قائلا... هل أعجبتك السيارة ايها الولد... التفت اليه الولد الفقير مجيبا...
هل هذه هي سيارتك يا سيد... نعم هذه لي، فلقدقدمها لي أخي هدية منذ أسبوعين... ألم تكلفك أنت اي شيء... لا ابدا...
أجاب الولد بحسرة... هذه أمنيتي فيا ليت...
أجابه جاك، تعال معي، سآخذك مشوار، لترىكم هي مريحة وجميلة... ركب جاك في السيارة، بينما جلس بجانبه ذلك الفقير، وكأنهلأول مرة يركب في سيارة، فكان مذهولا للغاية، لا يصدق ما يحصل له... فلم ينطق بكلمةالبتة...
وقبل أن يعودا، طلب منه ذلك الولد، هل بإمكانك أن تمر من أمام بيتي... أبتسم جاك لدى سماعه سؤال الولد...
فقال في نفسه... لما لا... فإن ذلك الولد يرغب أن يري رفقائه بإنه يركب في سيارةجديدة...
مر جاك بسيارته الجديدة في شارع صغير، حيث كان يسكن ذلك الولد الفقير، ولدى اقترابسيارته من مدخل ذلك المبنى
سأله الولد... هل بإمكانك أن تنتظرني لحظةههنا...
صعد ذلك الولد بسرعة على الدرج متجها نحو منزله، وبعد لحظات معدودة عاد، لكنه كانينزل الدرج بثقل وببطئ ...
نظر جاك الى ذلك الولد، وإذ به حاملا بذراعيه أخيهالصغير المفلوج...
أقترب ذلك الولد من تلك السيارة الجديدة وهو حاملا أخيه وابتسامةعريضة على وجهه، رغم ثقل أخيه...
ثم خاطب أخيه المفلوج قائلا... أنا أعلم بأنك لاتقدر أن تمشي لترى تلك السيارات الجميلة...
ولكن هل ترى هذه السيارة الجديدة.... لقد قدمها له أخوه الكبير هدية، وانا،
أريد أنأكون مثل أخيه... فيوم من الأيام سأقدم لك يا أخي سيارة مثل هذه....
هدية...
صديقي... إننا نعيش في أيام، كثرت فيها الأنانية ومحبة الذات... فما أكثر الذينيريدون دائما أن يأخذوا، ظننا، بأنهم كلما إزدادت مقتناياتهم، إزدادت سعادتهمأيضا... لكن هذه ليست هي السعادة الحقيقة... إن السعادة الحقيقية هي في القناعة... وإن العطاء أفضل من الأخذ... فهل لك في هذا الاسبوع أن تشارك غيرك بما عندك...
لم يقل هذا الفقير... يا ليت لي أخ كأخوك... بل قال، يا ليتني أقدر أن أكونكأخيك...