ليس من قبيل المبالغة أن ندعو مسلمي العالم الذين يزيد عددهم علي مليار وربع المليار نسمة الي وضع اياديهم علي قلوبهم وذلك خوفا من إقدام المتطرفين اليهود المتشددين علي محاولة هدم المسجد الأقصي تنفيذا لنبوءة عمرها ثلاثة قرون تقول أن إعادة بناء الهيكل المزعوم ستبدأ في السادس عشر من مارس عام2010 انطلاقا من كنيس هاحوربا( الخراب) والذي سيعاد افتتاحه اليوم بمشاركة آلاف المستوطنين المتطرفين الذين لن يتورعوا عن محاولة الاعتداء علي الأقصي الشريف وبالتالي تحويل خراب ذلك الكنيس إلي خراب للمسلمين.
وطبقا لما هو مقرر فإن آلاف اليهود الذين ينتمون للمنظمات المتطرفة مثل( أنصار الهيكل) و(الحركة لبناء الهيكل) و(معهد الهيكل) و(حاي وكيام) و(نساء من أجل الهيكل) و(حراس الهيكل) سيشاركون اليوم كبار المسئولين الدينيين والسياسيين في افتتاح كنيس الخراب( هاحوربا) الذي اقيم في حارة الشرف الإسلامية في مدينة القدس الشرقية والتي يسمونها حاليا بحارة اليهود بعد أن انتهي تشييده ليكون أهم دور العبادة اليهودية في القدس ويتم الانطلاق منه في وقت لاحق للشروع في محاولة هدم المسجد الأقصي لاقامة الهيكل المزعوم مكانه.
وتعود أهمية افتتاح كنيس الخراب كما ذكرت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية إلي أن هناك نبوءة من القرن الثامن عشر للحاخام المعروف باسم جاؤون فيلنا حدد فيها موعد بداية بناء الهيكل بيوم16 مارس من عام2010 وتضمنت النبوءة إشارات إلي أن اليهود سيشرعون في بناء الهيكل مع تدشين معبد حوربا( كنيس الخراب) الكائن بالحي اليهودي بالقدس.
وكنيس الخراب المعروف يشكل منعطفا كبيرا في العقيدة الصهيونية ضمن مخططها في تهويد مدينة القدس فوجود هذا الكنيس بهذا الوقت تحديدا وخلال هذا العام أمر لابد منه ـ كما يزعمون ـ كي تتحقق النبوءة اليهودية.
وبني اليهود المتطرفون كنيس الخراب ليصبح أعلي وأبرز مبني في القدس القديمة حيث يقع بجانب المسجد العمري الكبير داخل البلدة العتيقة في القدس الشريف علي أنقاض حارة الشرف الإسلامية التي قام الاحتلال بتحويلها إلي حارة اليهود بعد أن هدمت وبدلت معالمها ويتألف من أربعة طوابق ويتميز هذا الكنيس بشكله الضخم وقبته المرتفعة جدا التي تقارب ارتفاع كنيسة القيامة وتغطي علي قبة المصلي القبلي داخل المسجد الأقصي.
ولاشك أن الروايات التاريخية اليهودية تسعي الي عرض التاريخ العبري من خلال نبوءات حاخامات يهود أرادوا إيهام العالم أن له موطيء قدم في الأحياء الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس.
وفي مسعي لوأد المحاولة المرتقبة لاقتحام المسجد الأقصي طالبت مؤسسة الأقصي للوقف والتراث أهالي القدس وفلسطيني48 بالرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصي المبارك كما دعت حراس المسجد الأقصي إلي أخذ الحيطة والحذر من أي اقتحام للمسجد الأقصي من قبل المغتصبين والجماعات اليهودية.
وقالت مؤسسة الأقصي في بيان لها: واجب الوقت يملي علينا أن نتواجد في المسجد الأقصي بشكل دائم إذ هو صمام الأمان للحفاظ علي المسجد الأقصي في ظل دعوات وإعلانات لاقتحامه أو تدنيس حرمته من قبل الجماعات اليهودية خاصة في فترة مايسمي الأعياد اليهودية.
وكشفت مصادر عبرية عن أن القيادة الدينية والسياسية في المؤسسة الاسرائيلية ستشارك في افتتاح هذا الكنيس منهم رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو والرئيس شيمون بيريز مشيرة الي أن هناك نبوءات يهودية تعتبر أن اليوم التالي لافتتاح كنيس الخراب سيكون هو يوم الاعلان عن البدء ببناء الهيكل الثالث المزعوم علي حساب المسجد الأقصي المبارك.
ويأتي الاعلان عن افتتاح كنيس حوربا في وقت تستعد فيه الحكومة الاسرائيلية لاقامة62 كنيسا يهوديا في محيط المسجد الأقصي و30 مدرسة دينية وتبعد إحدي الكنس عن المسجد الأقصي16 مترا فقط حيث تقام فيها الصلاة ويقع معظمها في الجهة الغربية من المسجد الأقصي.